أمنا القديسة العذراء
تأملات
لا توجد امرأة تنبأ عنها الأنبياء واهتم بها الكتاب مثل السيدة العذراء ، وقد ذكرت رموزها في عهد القديم ، وسيرتها وتسبحتها والمعجزات في العهد الجديد.
إنها أمنا كلنا وسيدتنا كلنا وفخر جنسنا الملكة القائمة عن يمين الملك العذراء الدائمة البتولية الطاهرة المملوءة نعمة الأم القادرة المعينة الرحيمة أم النور أم الرحمة والخلاص الكرمة الحقانية.
هذه التي ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة فنقول عنها:
علوت يا مريم فوق الشاروبيم وسموت يا مريم فوق السارافيم.
إنها التي تربت في الهيكل وعاشت حياة الصلاة والتأمل منذ طفولتها وكانت الإناء المقدس الذي اختاره الرب للحلول فيه. وقد انتظرت ميلاد العذراء أجيال طويلة لكي يتم بها ملء الزمان.
هذه التي أزالت عار حواء وأنقذت سمعة المرأة بعد الخطية . إنها والدة الإله ، دائمة البتولية. إنها العذراء التي أتت إلى بلادنا أثناء طفولة المسيح ، وأقامت في أرضنا سنوات ، قدستها خلالها ، وباركتها ... وهي العذراء التي تجري معجزات في أماكن عديدة ، نعيد لها فيها ، وقصص معجزاتها هذه لا تدخل تحت حصر ...
إن العذراء ليست غريبة علينا ، فقد اختلطت بمشاعر الأقباط في عمق ، خرج من العقيدة إلى الخبرة الخاصة والعاطفة. ما أعظمه شرفاً لبلادنا وكنيستنا أن تزورها السيدة العذراء في الماضي ، وأن تتراءى على قبابها منذ سنين طويلة.
ولم توجد إنسانة أحبها الناس في المسيحية مثل السيدة العذراء. ونرى غالبية الكنائس في مصر تحتفل بأعيادها. وما أكثر المدائح والتراتيل والتماجيد والإبصاليات والذكصولوجيات الخاصة بها ، وبخاصة في شهر كيهك . ولها عند أخوتنا الكاثوليك شهر يسمى الشهر المريمي ...
وفي أديرة الرهبان في مصر يوجد على اسمها :
دير البراموس ودير المحرق ودير السريان ، أي ربع الأديرة الحالية.
ويوجد دير للراهيات على اسمها في حارة زويلة بالقاهرة . وما أكثر الأديرة والمدارس التي على اسمها في كنائس الغرب.
للعذراء فضائل كثيرة سنتناول منها ما يلي:
حياة الاتضاع
كان الاتضاع شرطاً أساسياً لمن يولد منها رب المجد.
كان لابد أن يولد من إنسانة متضعة، تستطيع أن تحتمل مجد التجسد الإلهي منها ... مجد حلول الروح القدس فيها .. ومجد ميلاد الرب منها، ومجد جميع الأجيال التي تطوبها واتضاع أليصابات أمامها قائلة لها "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلىّ" (لو 1 : 48، 43). كما تحتمل كل ظهورات الملائكة، وسجود المجوس أمام ابنها. والمعجزات الكثيرة التي حدثت من ابنها في أرض مصر، بل نور هذا الابن في حضنها.
لذلك كان "ملء الزمان" (غل 4: 4) ينتظر هذه الإنسانة التي يولد ابن الله منها.
وقد ظهر الاتضاع في حياتها كما سنرى:
+ بشرها الملك بأنها ستصير أماً للرب، ولكنها قالت "هوذا أنا أمة الرب" (لو 1 : 38) أي عبدته وجاريته. والمجد العظيم الذي أُعطى لها لم ينقص إطلاقاً من تواضعها.
بل أنه من أجل هذا التواضع، منحها الله هذا المجد، إذ "نظر إلى اتضاع أمته" فصنع بها عجائب (لو 1 : 48، 49).
+ وظهر اتضاع العذراء أيضاً في ذهابها إلى أليصابات لكيما تخدمها في فترة حبلها. فما أن سمعت أنها حبلى - وهي في الشهر السادس - حتى سافرت إليها في رحلة شاقة عبر الجبال. وبقيت عندها ثلاثة أشهر، حتى تمت أيامها لتلد
(لو 39 : 1- 56). فعلت ذلك وهي حبلى برب المجد.
ومن اتضاعها عدم حديثها عن أمجاد التجسد الإلهي.
حياة التسليمª عاشت قديسة طاهرة في الهيكل .. ثم جاء وقت قيل لها فيه أن تخرج من الهيكل. فلم تحتج ولم تعترض، مثلما تفعل كثير من النساء اللائي يمنعهن القانون الكنسي من دخول الكنيسة في أوقات معينة. فيتذمرون، ويجادلن كثيراً في احتجاج.
وكانت تريد أن تعيش بلا زواج فأمروها أن تعيش في كنف رجل حسبما تقتضي التقاليد في أيامها.
فلم تحتج وقبلت المعيشة في كنف رجل، مثلما قبلت الخروج من الهيكل.
كانت تحيا حياة التسليم، لا تعترض : ولا تقاوم، ولا تحتج. بل تسلم لمشيئة الله في هدوء، بدون جدال.
كانت قد صممت على حياة البتولية، ولم تفكر إطلاقاً في يوم من الأيام أن تصير أماً. ولما أراد الله أن تكون أماً، بحلول الروح القدس عليها (لو 1 : 35) لم تجادل، بل أجابت بعبارتها الخالدة "هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك". لذلك وهبها الله الأمومة ، واستبقى لها البتولية أيضاً، وصارت أماً، الأمر الذي لم تفكر فيه إطلاقاً.
بالتسليم، صارت أماً للرب .. بل أعظم الأمهات قدراً.
وأُمرت أن تهرب إلى مصر، فهربت. وأُمرت أن ترجع من مصر، فرجعت. وأمرت أن تنقل موطنها من بيت لحم وتسكن الناصرة، فانتقلت وسكنت.
كانت إنسانة هادئة، تحيا حياة التسليم، بلا جدال. لذلك فإن القدير صنع بها عجائب ... إذ نظر إلى اتضاع أمته.
حياة الاحتمال
تيتمت من والديها الاثنين، وهي في الثامنة من عمرها، وتحملت حياة اليتم. وعاشت في الهيكل وهي طفلة، واحتملت حياة الوحدة فيها. وخرجت من الهيكل لتحيا في كنف نجار واحتملت حياة الفقر. ولما ولدت ابنها الوحيد، لم يكن لها موضع في البيت، فأضجعته في مزود (لو7:1). واحتملت ذلك أيضاً .. واحتملت المسئولية وهي صغيرة السن. واحتملت المجد العظيم الذي أحاط بها، دون أن تتعبها أفكار العظمة.
لم يكن ممكناً أن تصرح بأنها ولدت وهي عذراء، فصمتت واحتملت ذلك.
احتملت السفر الشاق إلى مصر ذهاباً وإياباً. واحتملت طردهم لها هناك من مدينة إلى أخرى، بسبب سقوط الأصنام أمام المسيح (أش19: 1). احتملت الغربة والفقر. احتملت أ "يجوز في نفسها سيف" (لو 2 : 35) بسبب ما لاقاه ابنها من اضطهادات وإهانات، وأخيراً آلام وعار الصليب.
لم تكتف العذراء - سلبياً بالاحتمال - بل عاشت في الفرح بالرب.
كما قالت في تسبحتها "تبتهج روحي بالله مخلصي"
(لو 1: 47).
الإيمان وعدم التذمر
في كل ما احتملته، لم تتذمر إطلاقاً. وفي تهديد ابنها بالقتل من هيرودس، وفي الهروب إلى مصر، وفي ما لاقاه من اضطهاد اليهود، لم تقل وأين البشارة بأنه يجلس على كرسي داود أبيه، يملك .. ولا يكون لملكه نهاية" (لو 1 : 32، 33) بل صبرت . وكما قالت عنها أليصابات "آمنت بأن يتم ما قيل لها من قبل الرب" (لو 1 : 45).
آمنت بأنها ستلد وهي عذراء . وتحقق لها ذلك .
وآمنت بأن "القدوس المولود منها هو ابن الله" (لو1 : 35) على الرغم من ميلاده في مزود. وتحقق لها ما آمنت به، عن طريق ما رأته من رؤى ومن ملائكة، ومن معجزات تمت على يديه. آمنت بكل هذا على الرغم من كل ما تعرض له من اضطهادات ...
آمنت به وهو مصلوب. فرأته بعد أن قام من الأموات
(مت 28)
الصمت والصلاة والتأمل
كان من تدبير الله، أن تتيتم العذراء، وأن تعيش في الهيكل.
وفي الهيكل تعلمت حياة الوحدة والصمت، وأن تنشغل بالصلاة والتأمل. وإذ فقدت محبة وحنان والديها، انشغلت بمحبة الله وحده. وهكذا عكفت على الصلاة والتسبحة وقراءة الكتاب المقدس، وحفظ الكثير من آياته، وحفظ المزامير. ولعل تسبحتها في بيت أليصابات دليل واضح على ذلك. فغالبية كلماتها مأخوذة من المزامير وآيات الكتاب.
وصار الصمت من مميزات روحياتها . فعلى الرغم من أنها في أحداث الميلاد : رأت أشياء عجيبة ربما تفوق احتمال سنها كفتاة صغيرة، وما أحاط بها من معجزات، ومن أقوال الملائكة والرعاة والمجوس .. فلم تتحدث مفتخرة بأمجاد الميلاد، بل "كانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها"
(لو 2: 19).
إن العذراء الصامتة المتأملة، درس لنا.. فليتنا مثلها ، نتأمل كثيراً ، ونتحدث قليلاً.
على أنه لما حان الوقت أن تتكلم، صارت مصدراً للتقليد الكنسي، في بعض الأخبار التي عرفها منها الرسل وكاتبو الأناجيل : عن المعجزات والأخبار أثناء الهروب في مصر، وعن حديث المسيح وسط المعلمين في الهيكل وهو صغير
(لو 3 : 46، 47).
فضائل أخرى:
لقد اختار الرب هذه الفتاة الفقيرة اليتيمة لتكون أعظم امرأة في الوجود. وكانت تملك في فضائلها ما هو أعظم من الغنى.
من فضائلها أيضاً قداستها الشخصية، وعفتها وبتوليتها، ومعرفتها الروحية، وخدمتها للآخرين . وامومتها الروحية للآباء الرسل.
وإذا تكلمنا عن فضائلها فلن ننتهي من حديثنا. وليتنا أن نتمثل بالعذراء ونضع فضائلها أمامنا ونتخذها قدوة لنا في كل أمور حياتنا فهي والدتنا وسيدتنا وملكتنا كلنا.
Mission Statement
Chicago Copts is dedicated to connecting members of the Coptic Community in Chicago, strengthening bonds within the community, and to promoting and preserving Coptic culture. Chicago Copts motivates Coptic Americans to become active in Coptic issues by empowering the community through education and social networking events. Chicago Copts is committed to reaching out to our Coptic brothers and sisters in Chicagoland and abroad.
Donations
Your donation is critical to helping us carry on our mission of supporting the Coptic Community and educating the public on Coptic issues.
With your donation, you will be actively contributing to programs and events that help us achieve this goal. All donations to Chicago Copts are tax-deductible. Thank you for your support!
Words Of Thanks
"Speak up for those who cannot speak for themselves,
for the rights of all who are destitute.
Speak up and judge fairly;
defend the rights of the poor and needy."
Proverbs 31: 8-9
Dear Brothers and Sisters in Christ,
We wanted to thank all those who attended the lecture given by Fr. Mattias Nasr Mankarious. There was a great turn out. We also want to thank the following:
Fr. Isaac Tanios
St. Mary's Coptic Orthodox Church, Palatine
Fr. Yohanna Nassif
St. Mary's Coptic Orthodox Church, Palatine
Fr. Wilbur David Ellsworth
Holy Transfiguration Antiochian Orthodox Church
Pastor Rev. Raouf Boulos
The Moody Church
We especially want to thank Fr. Mattias for being our speaker. Fr. Mattias was eager to go back to Egypt and, as he said, to be next to his children
in their time of need. We want to thank him for being a beam of light for Christianity and standing up for the preservation of Christianity in Egypt.
The Bible teaches us in the Book of Matthew: " ...let your light shine before others, so that they may see your good works and give glory to your Father who
is in heaven." (Matt 5:16).
Thank you Fr. Mattias for being the light for us to all see and for being the father teaching your children the love, peace, and mercy of Christ. We know
how hard it is for you to see your children murdered, but we know that you are consoled to know that in dying in the name of Christ, they will be saved.
These things I have spoken unto you,
that in Me ye might have peace.
In the world ye shall have tribulation,
but be of good cheer:
I have overcome the world.
(John 16:32-33)
To download the power point presentation, click here.
If you wish to continue your donations for the Martyrs of Maspero and for the mission of Fr. Mattias, please do so here. If you wish to make a donation for the ChicagoCopts organization to continue its work, as well the donations can be made on the website. Please designate how your donations should be distributed.