أعلم بمن آمنت


من كثرة القسوة يا سيدي , لم أكن أعلم أني قد بنيت أسوار تلو الأخري , وأحطت نفسي بها لأحمي نفسي . من أي أذي .. تعبت يا سيدي ... حجبتني هذه الأسوار حتي عن محبتك ... أيها الرب يسوع لقد حرت في الطريق أجدة مسدود ليس فيه أمل أريدك انت ان تعمل . ها انا كطفل صغير بين يديك .. حيث تعلمت اليوم أني لن أصل الي قلبك الا وأنا اعيش روح الطفولة . أنت مدير ومالك هذا الكون علي أعيش هذه الثقة وذلك الرجاء . هذه الشعلة الألهيه الرجاء التي هي أقوي من ليل اليأس والتي تنبثق من بطن الليل الحالك الظلمة .

كما في قيامتك المجيدة أنبثق نور القيامة من احجار القبر , لقد غلبت العالم .

وبالرجاء سأغلب أنا ظلم وظلام العالم . أرفعني معك يا الهي . علمني .... حتي وانا لست فاهم ولا عارف ان أتمتع بإيماء أعمي ورجاء خالص . وأني قد أخطأت اذا أعتمدت علي عملي .. الأن ها انا ابتعد واترك لك كل شئ .. لتعمل انت في حياتي . أعرف ان سبب الأمي وجراحي هي التي أخذتها من احبني – لكن هذا النزيف الذي لم يتوقف من جراحي سببة الحقيقي اني اضعت رجائي .. اتدري يا الهي اني احيانا اقول لنفسي أني سأشفي فقط أن سمعت كلمة اعتذار .. صغيرة . أعلم اني قد خيبت ظنك في ... سامحني . اتدري يا سيدي الحبيب كنت اقول دائماً أوه .. كم أثق بك يا الهي .. لكن لم ادرك انك تثق بي .. !!   نعم تثق بي ...

طالما حبك لنا لا يمكن ان يزول ووعودك لا يمكن ان تتزعزع وانك لا تندم البته عما فعلته من اجلنا علي عود الصليب .. فأنا ذو قيمة عالية وغالية جداً ولا نستحق كل هذه الثقة .. نعمك الكثيرة التي فاضت علي لدرجه انه." خلقتني انقص قليلاً عن الملائكة وبمجد وبهاء تكللني " ( مز 8) . انا عظيم بنظرك وتريد ان تقول لي علي الدوام انه مهما جري لك انظر كم ان قيمتك عالية لدي وتذكر وآمن بأني ما زلت أؤمن بك علي الرغم من خيانات البشر وأخطائها .

" انه ولو كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ولو كانت حمراء كالارجوان تصير كالصوف .                     ( اشعياء 1: 18 ) " .

انت يا الهي الحبيب حتي لو اضعت رشدي ودنست نفسي بملئ ارادتي .. ما زلت تؤمن بذرة الحب التي جعلتها في قلبي وبقدرتي ان اعود الي نفسي . لذلك ستنتظرني علي عتبة الدار مفتوح الذراعين والقلب حتي تميل الي مجدداً وتقيم لي وليمة لو أعهدها قبل ذهابي . نعم تؤمن بنا . لقد سلمتنا هذا العالم والعالم الأخر .

الأن استطيع ان اقول بموتك علي الصليب .... تعلمت معني الحب ... بغلبتك علي الموت .... تعلمت درس الرجاء . بثقتك بي وحبك الذي لا رجوع عنه تعلمت معني الإيمان .

أنا اليوم أعي وأعيش الإيمان ... الرجاء .... والمحبة . برجائي يا رب تعلمت أن المعجزات تأتي من عندك ...... لأني كما قال معلمنا بولس الرسول " أعلم بمن آمنت ! "